2008-10-30

عمان – مهند صلاحات

شف الفيلم الوثائقي «نشيد الحرية» للمخرج الأردني أحمد الرمحي، ولأول مرة تفاصيل عمليات تبادل أسرى جرت بين إسرائيل وتنظيمات فلسطينية، حيث يغوص خلالها في كواليس عمليات تحرير الأسرى العرب من معتقلات الاحتلال الصهيوني ومن قبله البريطاني، فتأتي البداية من سجن عكا، وقصة إعدام الأبطال الأسرى الثلاثة، محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير، لينتقل فيما بعد إلى تفاصيل المواجهة الدائرة -حتى اليوم- بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال حول الأسرى الذي قارب عددهم الـ 12 ألف أسير.

ويتتبع الوثائقي الذي سيعرض لأول مرة عند السابعة من مساء يوم غد الجمعة على مسرح مجمع النقابات المهنية في العاصمة الأردنية عمّان، التسلسل التاريخي لعمليات تحرير الأسرى، فيبدأ بعمليات خطف الطائرات في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، ومحاولة مقايضة سلامة الطائرات المخطوفة -وركابها- بالإفراج عن الأسرى المعتقلين خلف القضبان، لينتقل لاحقاً إلى عمليات الكوماندوز الفدائية, برية كمعالوت وبحرية كعملية كمال عدوان (بقيادة الشهيدة دلال المغربي)، وعمليات في أوروبا مثل ميونخ، وسعت جميع هذه العمليات لتحرير الأسرى عبر مبادلة المختطفين (الرهائن) بأسرى.

وتناول العمل الوثائقي الذي أعد له السيناريو كذلك أحمد الرمحي ومحمد محمود البشتاوي وجاء في 77 دقيقة تكتيك عمليات اختطاف جنود صهاينة واحتجازهم في مكان بعيد آمن، بهدف الضغط على الاحتلال، والمطالبة بمبادلتهم -بعد سنين من المد والجزر- بأسرى عرب، ويشمل ثلاث عمليات هي: عملية النورس 1979، عملية معسكر أنصار 1983، عملية الجليل 1985 التي تعتبر -حسب مراقبين- الأهم من حيث الشروط التفاوضية التي فرضتها الثورة الفلسطينية على المحتل، علاوة على تحرير 1150 أسيرا يعتبرون في نظر الصهاينة من ذوي الأحكام العالية، «الملطخة أيديهم بالدماء».

والفيلم الذي اشتمل على صور أرشيفية نادرة، ضم لقاءات مع مسؤولين في الثورة الفلسطينية في مقدمتهم, أحمد جبريل أمين عام الجبهة الشعبية (القيادة العامة)، نايف حواتمة (الجبهة الديمقراطية)، ناجي علوش قيادي عسكري سابق في فتح، محمد داود- أبو داود (فتح)، ليلى خالد (الجبهة الشعبية)، محمود العالول (فتح)، عباس زكي (فتح)، تريز هلسا (فتح) سابقاً، مراد بشناق (القيادة العامة)، تحسين حلبي (القيادة العامة) بالإضافة إلى مقاومين ومحررين آخرين.

وفي تصريح خاص لجريدة «العرب»، أشار السيناريست محمد البشتاوي أن «الفيلم جاء بمجهود فردي من المخرج الشاب أحمد الرمحي الذي أنتجه من جيبه ومن عملهِ ورأى فيه كفكرة أنها غير مسبوقة وهي كذلك, حيث إن العمل الوثائقي الفلسطيني والعربي عادة ما يركز على الأسرى كمحتجزين داخل السجون وما يمرون به من ظروف صعبة في أقبية المعتقلات لتأتي هذه المرة الفكرة الرائدة لتقول: ثمة من يعمل ليحرر الأسرى ويطرح على ذلك أمثلة في تجارب سابقة خاضتها الثورة الفلسطينية منذ أن انطلقت بل يعود الفيلم إلى البدايات الأولى لثوار فلسطين الثلاثة الذين أعدموا محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير».
وأضاف البشتاوي «استمر العمل على الفيلم قرابة العامين وأكثر كان خلالها المخرج والطاقم المرافق له يخوضون الصعاب نظراً لحساسية المادة التي تتناول كيف حاولت الفصائل الفلسطينية كسر الطوق عن الأسرى وتحريرهم، بدءا بعمليات الشهيد وديع حداد من خطف للطائرات، مرورا بعمليات الكوماندوز مثل عملية معالوت، وانتهاء بتجربة حركة فتح والقيادة العامة بداية منتصف عقد الثمانينيات».

وحول إشكالية صناعة الأفلام الوثائقية في الأردن، أشار البشتاوي الذي يعمل في هذا المجال منذ سنوات، حيث سبق له أن عمل معداً في برنامج فلسطين المجهر الذي تبثه قناة الجزيرة «يجب التنويه إلى أن هناك جهات راعية لطاقات شبابية إلا أنها تحدد مسارها ضمن أجندة بعيدة عن الواقع، ومثال ذلك الجمعيات غير الحكومية «أن جي أوز» تجدها تدفع بسخاء للحديث عن مواضيع جانبية لا يكترث بها إلا المواطن الغربي، وأيضا جهات رسمية تجد في دعم مشاريع عن النهضة الاقتصادية والعمرانية وحركة السياحة النشطة وموضوعات تقليدية أخرى مجالا لدعمها علماً أن هناك مواضيع أكثر أهمية وتحتاج لدعم إلا أنها تقع ضمن تابو (المحرم) كالحديث في السياسة ومشتقاتها.

جريدة العرب القطرية 2009

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *