عرض مساء الجمعة أول فيلم توثيقي لـ”معاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية” التي جرى توقيعها في 28 تشرين أول 1994 ويحمل الفيلم عنوان المكان الذي جرى فيه التوقيع “وادي عربة” للمخرج الأردني أحمد عدنان الرمحي، عضو لائحة القومي العربي.
مخرج الفيلم الوثائقي احمد الرمحي قال: “العمل قد راعى حساسية العنوان لكن دون تأثر برأي أو موقف، عبر الحديث عن تاريخ وحاضر المعاهدة بتجرد واستنادا لأرقام وحقائق، وكذلك إعطاء الفرصة لمعظم الاتجاهات سواء منها المعارضة أو المؤيدة لتعبر عن رأيها وتقدم تبريراتها في هذا العمل، الذي سيكون الحكم من خلاله لرجل الشارع، خصوصا أنه سيتابع أول فيلم توثيقي غير موجه يتحدث عن إنهاء حالة الحرب بين الأردن والاحتلال الصهيوني.
وأضاف المخرج الرمحي أن بعض الموقعين على المعاهدة والمؤيدين لها رفضوا أن يدلوا برأيهم والمشاركة في هذا العمل ألتوثيقي.
حكاية خمسة عشر عاما من الصلح بين الحكومة الأردنية و”الدولة الإسرائيلية”، بدايتها تسبق العام 1994 بسنوات، وجذورها تحتك في عقود طويلة من شد وجذب يفكك خيوطها الفيلم الوثائقي الذي عرضته “الجزيرة” مساء أمس، طرح الرمحي مجموعة من الأسئلة بحثا الإجابات من الأطراف المؤيدين على هذه المعاهدة والأطراف المعارضين لها، أشار الفيلم إلى الظروف التي عرضت فيها الاتفاقية على مجلس النواب وكيف حوصر بآليات الأمن الأردني من دبابات ومجنزرات لدرجة أن النائب توجان فيصل وجهت تساؤلا للحكومة وقالت “إذا الشعب راضي عن الاتفاقية وسعيد بها، لماذا هذا الشكل من الترسانة العسكرية المحيط ليس فقط بمجلس النواب ولكن بالعبدلي كلها؟!!
ونجح الرمحي في اختياره لشخوص عمله من باحثين وأكاديمين وسياسيين وحكوميين فشاهد الجمهور هشاشة الرد الرسمي مع قوة وقناعة وتحليل الأكاديمين والمعارضين لهذه المعاهدة التي استند اغلبهم على وثائق وأسس علمية لا مجال للشك فيها.
ومن أهم التساؤلات التي طرحها الرمحي في فيلمه التوثيقي بعد أن وصل الأردن إلى كسر الحواجز بينه وبين “دولة العدو” والتزم الأردن ببنود هذه الاتفاقية ومارس على الشعب كل أشكال التطبيع من الاقتصاد إلى المحاولة في التأثير في بنية العقل من حيث تغير المناهج الدراسية واعتبار العدو صديق، بعد أن قلب الأردن الرسمي كل الموازين!! ماذا فعل الكيان الصهيوني!!! علم أطفاله العداء للعرب وكيف يقتلون الأطفال الفلسطينيين وركز الفيلم على مشهد لأطفال الصهاينة وهم يكتبون الرسائل على الصواريخ التي أحرقت أطفالنا، وسمعنا تصريحات المسئولين في الحكومة الصهيونية على أن “الأردن هو البلد الأصيل للفلسطينيين”، وأشار أيضا الفيلم إلى المياه الملوثة التي يتوضيء بها المسلمين والمسيحيين من خلال مياه نهر الأردن وتزويد الأردن بمياه بحيرة طبريا الملوثة التي أصابت أغلب الأردنيين بمختلف أنواع الأوبئة.
طرح الفيلم قضايا مهمة مثل الأراضي المباعة وقضية ترسيم الحدود وموضوع الحصة المائية الأردنية، وانتشار المنتجات الصهيونية في الأسواق الأردنية، ومدى أهمية هذه الاتفاقية للصهاينة حيث أنهت حالة الحصار على “دولة العدو” وانفتحت على العالم، وأيضا تم التعرض للمدن الصناعية والأيدي العاملة واتفاقية الـ(QIZ)، وموضوع الشرخ الموجود بمفاعل ديمونة ومحاولة استبداله من خلال استبعاد هذه المفاعل إلى الأردن، وتم التطرق إلى موضوع التنسيق الأمني المشترك.
وأشار الفيلم إلى أول مرة يتم التهديد بالانسحاب من الاتفاقية وإلغاء المعاهدة عند شار الفيلم إلى محاولة اغتيال “القائد خالد مشعل”.
وتطرق الفيلم لمناقشة قضية اللاجئين وحق العودة وفكرة الوطن البديل، ومناقشة مفهوم “الشرق الأوسط الجديد”.
وانتهى الفيلم الوثائقي الذي أنتجته “الجزيرة” وأخرجه احمد الرمحي بتساؤل يجعل المشاهد في حوار داخلي مع ذاته: إلى أي مدى صحت تبريرات المؤيدين للاتفاقية، وعلى أي بديل استند المعارضون؟..