تم اختياره من بين ٧٥٠ فيلم وثائقي لمهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية:
٢٤ أيار (مايو) ٢٠٠٧بقلم مهند عدنان صلاحات
شكلت عملية “الشراع”، أو “عملية شهداء قبية” كما أسمتها المنظمة الفلسطينية المسؤولة عن تنفيذها، يوم 25/11/1987م، نقلةً نوعيةً في مجرى الصراع العربي الإسرائيلي، ومعلنة عن تفجير شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى في ذات العام بعد اقل من شهر، لتعيد للنفس العربية الأمل المفقود بعد سلسلة الانكسارات التي تجرعتها الأمة سواء على مستوى الصراعات الداخلية، أو الحروب والهزائم الطويلة التي خاضتها الجيوش لتحرير فلسطين وخسرت معظمها.
ومن هنا ينطلق مشروع المخرج الشاب أحمد الرمحي، بإعادة إنتاج هذه العملية عبر الفيلم الوثائقي “ليلة الطائرات الشراعية”، الذي شارك في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية، ليهدف إلى إعادة توثيق التاريخ العربي الفلسطيني، وتحديداً مرحلة الصراع على الأرض، حاملاً رسالةً بالغة الأهمية ترمي عبر هذا الفيلم لتجاوز الصورة التي يعكسها الإعلام العربي حول الإنسان العربي باعتبارهِ إنساناً مستكيناً، مشتتاً، وعاجزاً عن صد أدنى محاولة لتهميشهِ.
حيث يقول أحمد الرمحي حول تجربته في مهرجان الجزيرة: لقد فوجئت بأن الفيلم قد تم اختياره والـ150 الأخرى المشاركة من بين 750 فيلم وثائقي وصلت للمهرجان من مختلف أنحاء العالم، وأن زملائي المنافسين في المهرجان يقدمون أعمالاً قام بإنتاجها تلفزيون الجزيرة والبي بي سي وسي إن إن وشركات إنتاج كبرى عالمية.. بينما فيلمي البسيط بتكاليفه استطاع أن ينافس في فئة الفيلم القصير وأن يتفوق على الكثير منها..
وقصة الفيلم كما يقول المخرج تروي بطولة كل من خالد أكر الحلبي، وميلود ناجح بن نومه التونسي، اللذان انطلقا بطائراتهما الشراعيتان من الشريط الحدودي الشمالي لفلسطين المحتلة، متجاوزين كافة المعيقات، ومخترقين رادارات العدو، ليهبطا في معسكر “جيبور”، الخاص بوحدة “كوماندوز غولاني الصهيوني”.
ويضيف كذلك مخرج الفيلم أن الاقتحام الشراعي لهذه المعسكرات شكل مفاجأة لقادة العدو، حيث حاق الدمار بمعسكر “الأبطال”، وكان للعمليةِ تداعيات جسيمة داخل الكيان العبري، الأمر الذي كان له الأثر في إشعال شرارة الانتفاضة الأولى.
هذا من حيث المضمون، أما الرسالة التي يحملها الفيلم، فهي أن عروبة فلسطين تجسدت في هذه العملية، لتُلغي مقولات مُغرضة، كتلك التي تقول أن “فلسطين للفلسطينيين”، كما أن العملية استطاعت أن تتجاوز حالة المألوف التي تريد من العربي أن يظلًّ مكتوفاً أمام الاحتلال وحالات الاستلاب.
الجدير بالذكر أن الفيلم المذكور، يقع في 30 دقيقة، وهو من إنتاج العام 2007م، حيث كان للمخرج رؤية في الإنتاج الفردي، الذي لا يعتمد على الشركات، ومنها أن يكون العمل بعيداً عن فرض الأجندة السياسية الخاصة بالشركات، وكي لا يتحول المخرج إلى موظف مقيد بشروط الشركة.